6 خطوات لمساعدتك على التخلص من عادة التسويف

يبدأ التسويف بسبب تجنُّبنا القيام بشيء ما بدافع الخوف، ثمَّ يصبح نمطاً، ومن ثمَّ يتحول إلى عادة، ونحن نعزز هذه العادة عبر سنوات من الممارسة مع ما تسببه لنا من ضرر في نواحٍ عديدة.



يمكن أن تؤثر عادة التسويف في جميع مجالات الحياة؛ ممَّا يؤدي بنا إلى تجنُّب اتخاذ إجراءات ملموسة لتحسين واقعنا، وبعض الجوانب التي يؤثر فيها التسويف هي:

  • معاملة القضايا المالية على نحو مباشر وصريح.
  • اتباع عادات صحية مثل التمرينات والنظام الغذائي الصحي وإجراء الفحوصات الدورية.
  • الحفاظ على العلاقات الصحية.
  • تأسيس عمل هادف.
  • تنظيم شؤوننا وتبسيط القضايا العالقة.
  • الوصول إلى المواعيد في وقتها المحدد.
  • تعلُّم أشياء جديدة.

هذه بعض الجوانب التي يؤثر فيها التسويف وتوجد مجالات أخرى أكثر من ذلك؛ إذ إنَّنا نمارس التسويف من خلال عادات تبدو بسيطة أحياناً مثل التحقق من هواتفنا مراراً وتكراراً وتفقُّد البريد الإلكتروني وتصفُّح مواقع الإنترنت التي نُفضِّلها أو مشاهدة الأخبار والبرامج التلفزيونية وأحياناً من خلال ممارسة الألعاب.

بمعنى أنَّنا نمارس التسويف بجميع طرائق التشتيت التي لا تُحصى، ويكون هدفنا من هذه العادات هو تجنب القيام بالمهام التي نراها صعبة، لكنَّ التغيير يبدأ عندما تتخذ قراراً بأنَّك لا تريد بعد اليوم أن تسمح لهذه العادات أن تضرَّ بك؛ إذاً ما يجب أن نفكِّر فيه هو كيف نتوقف عن اتباع هذه الأنماط السلوكية السيئة وإنشاء أنماط مفيدة بدلاً منها، وكي تتمكن من فعل ذلك يجب عليك أن ترى هذه الأنماط السلوكية الراسخة على أنَّها ممارسات تحولت بفعل التكرار إلى عادات ثابتة.

كيف تتحول الممارسات إلى عادات ثابتة؟

عندما بدأت بالتسويف لأول مرة لم يكن هذا السلوك قد تحول بعد إلى نمط ثابت؛ فقد كان بإمكانك أن تختار بين أداء واجبك أو تأجيله والقيام بشيء تُعِدُّه ممتعاً؛ لكنَّك شعرت بالتردد أو الخوف من القيام بالمهمة التي تنتظرك، ما جعل الخيارات الأخرى مرغوبة لديك أكثر؛ بمعنى أنَّك اخترت الطريق السهل، وجعلك اختيارك تشعر بالارتياح مؤقتاً؛ لكنَّ هذه المكافأة الفورية ستعقبها صعوبة؛ لأنَّك مهما أجَّلت القيام بالعمل فلا بد من القيام به في المستقبل.

عادةً ما تكون فوائد الخيارات السهلة هي الشعور بالرضى المؤقت، ولكن من خلال اتخاذ هذه الخيارات مراراً وتكراراً فإنَّها تتحول إلى عادة ونمط سلوكي مألوف، ولاحقاً يتبنى تفكيرك هذا النمط بحيث لا تحتاج بعد ذلك إلى المكافأة التي تمنحك إياها هذه الخيارات، وتتكرس هذه العادات لدرجة أنَّ الاختيار يصبح تلقائياً لديك، ويصبح الاستغناء عن النمط السلوكي أمراً صعباً.

لتتخلص من هذه الأنماط يجب أن تمتلك الرغبة في التغيير وأن تبذل جُهداً مصحوباً بالوعي.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح للقضاء على المماطلة

كيف تغيِّر نمطك السلوكي؟

الخطوات اللازمة للتخلص من نمط سلوكي بسيطة؛ لكنَّها تتطلب اتخاذ الإجراءات:

1. اتخاذ قرار بأنَّك لم تعد ترغب في النمط السابق:

الخطوة الأولى تتمثل بإدراك أنَّ النمط السلوكي السابق لم يعد يخدمك؛ بل إنَّه يضر بمصلحتك، وعندما تقرر أنَّك سئمت الضرر الذي يسببه لك هذا النمط، فإنَّك تكون مستعداً للتغيير.

2. التزام التغيير الواعي:

عندما تقرر أنَّ النمط السابق يضرُّ بمصلحتك وأنَّك لم تعد ترغب به، يمكنك الانتقال إلى الخطوة التالية؛ وهي التزام عادات جديدة تحل محل العادات السابقة مع امتلاكك درجة عالية من الوعي في أثناء القيام بالتغيير، ويُعَدُّ الالتزام تجاه الأشخاص الآخرين مثل عائلتك وأصدقائك طريقة قوية لتُحافظ على التزامك.

إقرأ أيضاً: ما هو الوقت الذي تحتاجه لتكوين عادة جديدة؟

3. تخصيص وقت للتدريب الواعي:

لن يحصل تغيير النمط بصورة عشوائية؛ بل عليك أن تواظب على الأفعال التي تقود إلى التغيير مع امتلاكك للوعي والنية بإجرائه؛ لذا خصص فترة قصيرة كل يوم للتدريب وابدأ بخمس دقائق يومياً، ويُنصح بجعل هذا التدريب أول شيء تقوم به في الصباح قبل التحقق من البريد الإلكتروني أو البدء بالعمل، فاضبط رسالة تذكير لتحافظ على التدريب اليومي.

4. عقد العزم على ممارسة التدريب:

قبل أن تبدأ تذكَّر الأسباب التي دفعتك للقيام بهذا التدريب، وتذكَّر الأضرار التي تُسببها لك عادة التسويف سواء كانت هذه الأضرار على صعيد حياتك المهنية أم صحتك، أم سعادتك، أم علاقاتك وأموالك، وبعد أن تتذكر هذه الأشياء، اعقد العزم على تحسين هذه الجوانب من حياتك.

5. القيام بمهمة كنت تؤجلها:

اختر شيئاً كنت تؤجل القيام به حتى لو لم يكن صعباً أو مُزعجاً للغاية وابدأ به، والتزم القيام بهذه المهمة لمدة خمس دقائق فقط.

إقرأ أيضاً: لا تؤجل عمل اليوم للغد وإلا ستصاب بـ"البروكراستيناتسيون"!

6. تجنُّب الممارسات التي تُكرِّس عادة التسويف ومراقبة نمطك السلوكي القديم بينما يتغير:

التزم فقط القيام بالأشياء والمهام التي تُكرِّس نمطك الجديد ولا تفعل شيئاً آخر، وكن واعياً لرغباتك في القيام بشيء آخر أو التخلي عن المهمة؛ لأنَّ ملاحظة أنماطك القديمة واستيعابها له قيمة كبيرة جداً.

انتبه إلى الدوافع، لكن لا تتصرف وفقاً لها ولا تحكم على نفسك بسببها؛ فهي ليست أكثر من مشاعر تظهر ولا يجب أن تُثير قلقك، وحافظ على هدوئك وواجه هذه الدوافع، ثمَّ عد إلى المهمة مراراً وتكراراً حتى تصبح هذه العادة نمطاً سلوكياً جديداً.

في الختام:

من خلال هذه النصائح ستتمكَّن من إنشاء أنماط سلوكية وعادات جديدة تخدمك كلما شعرت بالحاجة إلى ذلك، فقد فعل ذلك كثير من الأشخاص، ومن المؤكد أنَّك تستطيع فعل ذلك أيضاً.




مقالات مرتبطة